لاحظ أصحاب المواقع و صفحات فيسبوك التي تنشر المحتوى انخفاضًا كبيرًا في وصول المنشورات بشكل عام، ومنشورات الروابط الخارجية بشكل خاص، وذلك بعد تحديث فيسبوك لخوارزميات الوصول في الصفحات الذي قامت به بداية العام 2018.
وقد عبر الكثير من مدراء الصفحات و مسؤولي التسويق بالشبكات الاجتماعية عن استيائهم من هذا التغيير الذي أثر سلبًا بشكل كبير على أعمالهم، وبالفعل لاحظت من خلال عملي بأن منشورًا على صفحة فيها أكثر من مليون متابع لا يصل سوى إلى 2000 أو 3000 في الأحوال المتوسط أي أن نسبة وصول المنشورات أصبحت أقل حتى من 1% وهذا يتعبر كارثة حقيقية بالنسبة للمواقع التي كانت تعتمد على فيسبوك بشكل أساسي كمصدر للترافيك إلى مواقعها.
ولكن ما لم يتذكره المسوقون هو أن كمية المحتوى الكبيرة التي يتم نشرها على فيسبوك في كل دقيقة جعلت هذا التغيير في الخوارزمية ضرورة ليصل المستخدم إلى المحتوى الذي يهمه فعلًا، والذي هو في الغالب تحديثات الأصدقاء أكثر من المحتوى التجاري ومحتوى الصفحات.
كما أن سلوك المستخدم في التعامل مع المحتوى تغير 180 درجة نحو الأسوأ خلال السنوات الأخيرة، وتحول كل شيء إلى Junk content يتم استهلاكه داخل التطبيقات خاصة في فيسبوك نفسه. ومع إمكانية مشاركة المنشورات الطويلة، والحفظ للقراءة لاحقًا أصبح من النادر أن يريد المستخدم الضغط على رابط خارج ليقرأ مقال خارج فيسبوك.
ورَدَ في كتاب اسمه The Shallows: What the Internet Is Doing to Our Brains للكاتب Nicholas Carr أن وقت صبر المستخدم وتركيزه على فكرة معينة انخفض من 4 ثواني في 2006 الى أقل من ثانيتين في 2016 أي أن المستخدم أصبح ملول جدًا، والسبب في ذلك طبعًا هو كمية المحتوى الكبيرة التي يستهلكها يوميًا، فإن لم يكن لديك محتوى قادر على جذب المستخدم خلال وقت لا يتجاوز ثانيتين، فلن تحصل على أي نتيجة، حتى لو كان المحتوى نفسه جيد جدًا، ومتعوب عليه، فالمستخدم على فيسبوك لا يرى محتوى المقال، بل يرى صورة رمزية، العنوان، وما تكتبه من نص مرافق في المنشور، وهنا يجب أن تضع جهدك ليكون المحتوى جذابًا للمستخدم ليجذب اهتمامه لينقر على الرابط.
وقد أصبحت الشركات الكبرى توظف مهندسين مختصين Attention Engineers مهمتهم فقط دراسة وتطوير طرق جديدة لجذب انتباه المستخدمين وابقائهم في تطبيقاتها لأطول فترة ممكنة.
Facebook doesn’t want you to leave the app!!
كل تحديثات الخوارزميات قائمة على هالاساس.. فلا تنسى أيضًا أن ما يريده فيسبوك من المستخدم هو أن يتابع التمرير نحو الأسفل، ويستهلك أكبر كمية محتوى لكي يحدد اهتماماته، ويستهدفه بالمزيد من الإعلانات، وبالتالي يحقق المزيد من المبيعات.
فالمعادلة الجديدة باختصار هي كالتالي: إذا أردت أن يغادر المستخدم تطبيق فيسبوك ويزور موقعك ليقرأ مقالًا، فيجب أن تدفع لفيسبوك بدل الإعلانات التي كان سيعرضها له.
حجة فيسبوك أن الخوارزميات تخصص التغذية الإخبارية بحسب تفضيلات المستخدم نفسه، وهالشي صحيح نظريًا ولذلك منشورات “اكتب سبحان الله” و “اكتب 5 لتختفي القطة” ما زالت تنتشر بشكل فيروسي بسبب استمرار المستخدمين في التفاعل معها.
لاتنسى في النهاية أن مستخدمي فيسبوك يبحثون عن شيئين بالدرجة الأولى: التواصل مع أصدقائهم، والمحتوى الترفيهي. أما المحتوى الآخر كالأخبار أو المقالات فليس أولوية للمستخدمين وبالتالي كان لزامًا على فيسبوك تخفيض الوصول إليه كي يضمن بقاء المستخدمين لوقت أطول داخل التطبيق.
وعلى الرغم من كل هذه الإجراءات والخوارزميات الجديدة، أظهرت نتائج فيسبوك في النصف الأول من العام 2018 انخفاضًا كبيرًا في أرقام الإعلانات، وأرباح الشركة، وهذا قد يعني أن الشركة قد تتخذ اجراءات جديدة لدفع الشركات وأصحاب الصفحات إلى الإعلان لتحقيق الوصول إلى جمهورها، ما يعني أن القادم قد يكون أسوأ، ولا أستبعد أن يأتي يوم تصبح فيه مشاركة الروابط الخارجية على فيسبوك لصفحات الأعمال مدفوعة.
والحل؟
إن لم تكن لديك خطة وميزانية مدروسة لتسوق المحتوى الذي تنشره على فيسبوك، فعليك أن تنسى فيسبوك كمصدر ترافيك حتى لا يصيبك إحباط..
اشتغل أكثر على تنسيق محركات البحث SEO ، وعلى العلامة التجارية “البراند” الخاص بموقعك أو صفحتك، وحتى التسويق خارج الانترنت من خلال الإعلانات الطرقية والبروشورات سيكون مفيدًا جدًا.
في حال كنت مصممًا على تسويق محتوى موقعك عبر فيسبوك بشكل مجاني.. يجب أن تجذب الناس للتفاعل بأي طريقة ممكنة.
أفكار و طرق مجانية لتسويق المحتوى على فيسبوك
- الإبهار البصري في الصور بشكل عام، وفي الصور الرمزية للمقالات التي يتم مشاركتها بشكل أكبر.
- العمل على عناوين تجذب القارئ وتناسب الجمهور، وتجنب العناوين الكليشيه.
- العصف الذهني على أفكار جديدة بشكل دوري.
- الكثير من التجربة حتى تصل إلى الأفكار التي تحقق نتائج.
- انتاج محتوى فيديو ذكي وتفاعلي.
- تفعيل خاصية المقالات الفورية Instant Articles الخاصة بفيسبوك تمنح الروابط مزيداً من الوصول.