درج مصطلح بودكاست في بداية الألفينات من قبل شركة آبل، وهو دمج بين “آيبود” و “برودكاست” أي البثوث المخصصة للاستماع عبر الآيبود، وذلك لتتميز عن برامج الراديو.
أسلوب جديد في تقديم المحتوى كان لشركة آبل الفضل في إشاعته، وربما لا يعرف البعض هذه المعلومة.
ولكن اليوم لم يعد هناك آيبود، ولم يعد البودكاست بودكاست.
المقياس الصحيح لتميز بين البودكاست والبرنامج التلفزيوني أو الإذاعي هو قدرتك على استهلاك المحتوى بنسق صوتي فقط في الطريق إلى عملك أو عندما تغمض عيناك، وتسقط التسمية عن أي شيء يحتاج إلى مشاهدة لتكتمل فكرته مثل جزء كبير من المحتوى العربي المقدم اليوم على أنه بودكاست.
بالطبع أنا أتحدث هنا عن النسق Format وطريقة العرض لا عن جودة المحتوى، فقد يكون هناك الكثير من المحتوى القيم في هذه البرامج الجدية، ومن الجميل أن يلتفت صناع المحتوى العرب إلى الطرق الجديدة ويستفيدوا منها في “إثراء المحتوى العربي” الذي ما زال لا يشكل أكثر من 1% من إجمالي الانترنت.
ولكن من الخطأ أن نقول بأن برنامج عمرو أديب وأصالة نصري “بيج تايم” هو بودكاست فقط لأنهم وضعوا ميكروفونين أمامهم، بينما البرنامج يتداول فقط على قنوات MBC الالكتروني منها، ولا أعلم إن كان يُبَث تلفزيونياً أيضاً لأني لم أشاهد التلفزيون منذ سنوات، فهو يعتمد بالكامل على الفيديو بالاضافة لكونه غير موجود على أي منصة بودكاست مثل آبل بودكاست أو غيرها، فعلى أي أساس صار “بودكاست”؟!
هذا الأسلوب قدمه في البداية جو روغان في بودكاسته الشهير عن طريق الصدفة حيث كان يسجل البودكاست مع الضيف في الستوديو بأسلوب صوتي كامل، ويضع الكاميرا بشكل ثابت أمامه في بث مباشر على يوتيوب لمزيد من الإشهار، وقد نجح بذلك بأن يصبح البودكاست الأكثر استماعا في العالم، وأطلق بذلك الجيل الجديد من البودكاست.
ولكن ما زال بإمكانك إلى الآن الاستماع الى بودكاست جو روغان بشكل صوتي فقط (حصرياً على سبوتيفاي) دون الحاجة لأن تشاهد الفيديو لتفهم المحتوى.
برأيي ربما تسمية “فودكاست” أكثر دقة لبرامج مثل بيج تايم.