أنا آسف لأننا بحاجة لشرح المشروح.
أنا آسف لأننا بحاجة أن نكرر أن حرصنا على دم أطفال غزة من حرصنا على دم أطفالنا في كل المدن السورية، وأن موقفنا من “الحزب” لا يعني دعمنا للمجرمين الصهاينة.
لسنا صهاينة ولا متصهينين يا تميم.
تجربتنا مع هؤلاء تثبت أنه لا يمكن لمن قتل الأطفال في سوريا أن ينقذهم في فلسطين، لا نستطيع تقبل هذه الفكرة، سامحونا.
لا يشعر بألم الآخر إلا من ذاق نفس الألم، لا يشعر بمرارة الحصار والقتل والدمار والتهجير إلا من ذاقه.
أنا آسف يا تميم
لا يمكننا أن ننسى مجزرة القصير، وحصار مضايا، وحصار حلب، ولا يمكننا أن ننسى شماتة حسين مرتضى والأناشيد القذرة والتشفي بدمائنا و”الباصات الخضر”، لا يمكن أن ننسى الآلاف من أطفالنا الذين تم ذبحهم بالسكاكين، وممن عربدوا في أحيائنا وبيوتنا ونكلّوا بنا. بعد أن زيننا بيوتنا بصورهم في وقت من الأوقات.
مجددًا، من المخزي أن يظن أحدهم أننا “كسوريين” نفرح لقتل أي بريء أو مدني أو نؤيده، ومن المخزي التشكيك فيما تعنيه فلسطين وقضية فلسطين لنا ولحريتنا.
كل ما في الأمر أننا في غمرة قتلنا نبحث عن بصيص عدل وعدالة ممن تسبب في قتلنا.
أنا آسف لأنكم نسيتم كل هذا، وآسف لأننا لم ننسى.
بكل الأحوال، وللأسف، فإن دماء آلاف المدنيين الغزيين لم تغير شيئًا يذكر (على الأرض)، فكيف لشماتة فيسبوكية من بعض من أزهر فيه الحقد الذي زرعه فيه الحزب. أنت من زرع هذا الحقد فينا يا تميم.
لم يطالب أحد بفك التحالف مع “الحزب” ولا “المحور” خاصة أننا نرى كيف تُركت غزة وحيدة، ونفهم إن رأيتم أن هذا “الرَمَد” أفضل من العمى، لكننا بنفس الوقت لن نسمح بإنكار محرقتنا كأنها لم تكن، بل واتهامنا بأننا صهاينة، وأننا نحن سبب “تأخر النصر والتحرير” لمجرد أننا رأينا عدوًا لنا يقتل عدوًا لنا، وكنا سعيدين بذلك.
وكم نتمنى أن تنتهي هذه الحرب القذرة “بنصرٍ يشفي صدور قوم مؤمنين” وأن يحتفل أهل غزة بنصرهم دون أن يسرقه منهم أحد، ونتمنى السلامة لأهلنا وأحبائنا في لبنان، وبعد ذلك كله أن نعود لبيوتنا وأراضينا أحرار حرية غير منقوصة تمامًا كتلك التي نتمناها لأهلنا في فلسطين.