بتذكر مشهد إعدام زينو بري وأفراد من عشيرته بجريمة قمع وقتل متظاهرين والتشبيح.
آل بري، من سُنة حلب، كانوا آخدين طرف في شيء هم وأمثالهم حولوه إلى “حرب”، فيديوهات إعدامهم كانت الأكثر تداولًا بين الناس في تلك الفترة، ما حدا زعل عليهم، ولا حدا طالب بالعفو الشامل عنهم، ولا بمحاكمتهم محاكمة عادلة، وسجن ٧ سنين عن كل شخص قتلوه.
القاتل يُقتل (نقطة)
خاصة إذا أغرق في القتل والتنكيل والتفاخر بذلك كما حدث في الحالة السورية.
ما حدا مجبور، ما حدا ما كان فيه ما يقتل، خطر الانشقاق على صعوبته على العسكري أهون بكتير من القتل، عشرات الآلاف انشقوا، عشرات الآلاف هربوا، ومتأكد أنه في كتار فضلوا إنهاء حياتهم على ارتكاب القتل. الضغط على الزناد يتم فقط عن سبق إصرار وتصميم.
لا حجة لأحد، ولا عفو، ولا تخفيض لسعر الجملة، ويلي بده يزعل من هذا النوع من العدالة، عنده مشكلة بمعاييره الانسانية.
وهذا النوع من العدالة ما زال هو الحد الأدنى، ومع ذلك، ومع أخذنا لتوجه أكثر انسانية، وإلقاء القبض على مرتكبي الجرائم لتتم لاحقًا محاكمتهم، ونعم حصل تجاوزات غير مقبولة لكنها مبررة جدًا، ومع ذلك ولا تشكل ١٪ مما كان يحدث سابقًا، وقد حصل حوادث قتل منها ما هو انتقامي أيضًا. لكن كم شخص تم قتله بهذا الشكل؟ ١٠٠؟ ٢٠٠؟ ٥٠٠؟
كم يشكل هذا من نصف مليون سوري قتلهم هؤلاء المجرمون بدم بارد وتفاخر وتشفي وتنكيل بالجثث؟ المقابر الجماعية التي سيستحيل التعرف على الجثث فيها، ومئات الآلاف من العائلات التي لن تعرف أي شيء عن مفقوديها.
لا شيء.
المهتم فعلًا ببناء بلد، ما بيخلي أولاده يقتلو من البداية، مو بيتهم المقتول بأنه (هيك ما فيك تبني بلد) لمجرد مطالبته بحد أدنى من العدالة.
المهتم فعلًا ببناء البلد، اذا بيعرف ابنه قاتل، بيسلمه للعدالة، وعلى الأقل بيعترف بإجرامه، مو بيكابر وبيقاوم.
عم نحكي تقريبًا عن ١٥ أو ٢٠ الف شخص كان لهم دور مباشر بقتل اكتر من نصف مليون مدني وتدمير ٦٠٪ من مدينة حلب وريف دمشق (آخر مجزرة تم ارتكابها في حلب كانت يوم انسحاب ميليشيات بشار منها قبل سقوطه بأيام، وكانت عند دوار الباسل وراح ضحيتها عشرات الأشخاص) فكتير أرخص لبناء البلد أنه يتم تسليم هالمجرمين ومحاكمتهم، خاصة أنه البديل هو إلقاء القبض عليهم بعد مقاومة، وبعدين أيتام الأسد يزعلو لأنهم تعرضو لانتهاك كبير لحيوانيتهم متمثلًا بالتعواية.
للتذكير، لو كان المنتصر هو (الطرف التاني) كان حيكون الخطاب المطالب بالعفو والتسامح مختلف تمامًا. وكان أنصاره حيفرحو ويرقصو على دم الناس وجثثهم مثل ما عملو في ٢٠١٦.
وبالمناسبة في كتير من أهالي الشهداء مستعدين فعلًا للصفح والعفو، ولكن العفو لازم يطلع منهم، مو من القاتل نفسه.
مصطفى الجرف بزمناته قال: وقل ربي زدني حقدًا.