الكاتب: عبدالله الموسى
الاستراتيجية ليست
من المهم معرفة ماهية استراتيجية البزنس، وسبب أهميتها، إلا أنه هناك الكثير من الالتباس حول طبيعة الإستراتيجية. الاستراتيجية ليست:
- قسم “الرؤية” و”المهمة” في الموقع الالكتروني، مثل:”استراتجيتنا أن نكون في مقدمة أفضل مزودي الخدمة” لا يوضح هذا إلى أين تتجه الشركة، ولا كيف ستحرز تقدمًا. وبالتالي ، فهي ليست استراتيجية.
- “الهدف” أو “الميزانية” أو “خطة العمل Business plan” . الإستراتيجية ليست هدفًا مثل “نهدف إلى أن نكون الأفضل “. هذا ، في أحسن الأحوال ، طموح. كما أن الاستراتيجية ليست الميزانية ولا خطةالعمل ، على الرغم من أن عناصر هذه قد تساهم في كيفية تنفيذ الاستراتيجية.
- تحليل البيانات. في كثير من الأحيان ، يساعد تحليل البيانات على الوصول إلى إستراتيجية عندما يتم اتخاذ الخيارات الإستراتيجية أولاً ثم تنقيحها واستكشافها بشكل أكبر باستخدام تحليل البيانات، ولكنه هو بنفسه ليس الاستراتيجية.
صديقي أحمد
كان أحمد معي بنفس الصف من الثاني وحتى الخامس أو السادس، ويمكن أهله وقتها خلوه يترك المدرسة، كان طويل كتير، ومشان هيك على طول يقعدوه بالمقعد الاخير او قبل الاخير.
كان يشتغل بمحل بتصليح الكمبيوتر والشاشات، ما كان بيعرف يصلح بإيده، بس قرايبه صاحب المحل كان أحسن شخص بيصلح على مستوى المنطقة وبراهن أنه على مستوى حلب، لأنه كان في محلات من السريان والعزيزية والجميلية والشيخ مقصود يجيبو أجهزة لعندو مشان يصلحها ويرجعو يحطو عليها كومسيون.
فلذلك كنت حب على طول روح افتح مع العم أحاديث ونقاشات تقنية كنت يائس انو افتحها مع حدا، بس كان ما يجي عالمحل للساعة ٤العصر.
فكنت روح لاقي احمد فاتح المحل وقاعد عم يتسمع على mp3 وبعدين تطور وصار عنده mp4 بشاشة مربعة صغيرة وبتعرض ٤ الوان بس، نفس تلفزيون بيت عمتي وردة القديم، وهي كانت آخر مرة بشوف فيها أحمد بحياتي كلها.
بعد فترة أحمد ترك الشغل مع عمه، يمكن اشتغل مع أبوه بالفرن لفترة، وبعدين.. وقع المحظور.
أحمد ما كان بده يروح عالعسكرية، خاصة بعد ٢٠١١ لما بلشت تتعقد الأمور، وتطلع الأخبار عن انو مابقا في تسريح، ولما بلشت مظاهر”الحرب” تظهر أكتر.
كان يترجى أبوه انه ما بده يروح عالعسكرية وكان يبكي ويجيب أعمامه واسطات.
ما كان بده اكتر من انه يضل يشتغل بالفرن، أو بلكي يرجع على محل التلفزيونات، أو يعمل أي شي تاني بالحياة، أو ممكن حتى يرجع يكمل دراسة، بس أبوه كان مُصر أنه يبعته مشان “يخدم الوطن”.
فرزوه ع الرقة، وكانت وقتها ذروة صعود داعش، يلي أسروه، وبعدين طلعوه “مرتد” و “شبيح” وفي النهاية قتلوه. الخبر يلي اجا انه كان مع كتيبة كاملة، وما ضل منهم ولا مخبر.
لحد الآن ما حدا بيعرف شو الطريقة يلي قتلوه فيها، ولا وين جثته، ولا شو كان شعوره بالدقائق الأخيرة، وبشو كان عم يفكر..
مستحيل اتخيل هالصبي يفكر بأي شيء غير الطيبة واللطف، ما كنت بعرفه غير مبتسم، وبيحب المزح والتنكيت، ولا مرة شفته عابس حتى لما يكون لحاله بالمحل.
هل يا ترى كانت هي أول مرة بيموت فيها أحمد؟
هل الدواعش هنن أول مين قتله؟
الله يرحمك يا صديقي
بطاقة ومكتوب وسوق وكاش يو وياهو و و و
في 2006 أو 2007 ماني متذكر بالضبط – كان في بطاقة اسمها “بطاقة.نت” من خلالها فيك تشتري مجموعة من البطاقات اللي كانت متاحة في سوريا وقتها، مثل بطاقات شحن رصيد الموبايل، وبطاقات ساعات الانترنت.
ومن ضمن هالبطاقات أيضاً كان في “كاش يو” ، فأنا كنت أعمل هالحركة الفنية لحتى أقدر اشتري بطاقة كاش يو للدفع الالكتروني، وكان في مجموعة خدمات حلوة بتدعم كاش يو وقتها، وبهديك الفترة كانت اول مرة بحجز استضافة ودومين غير مجاني وببلش اعمل مواقع.
المهم بعد ما كنت اشتري بطاقة كاش يو من خلال بطاقة.نت كان في شغلتين كتير ترند وقتها، موقع للمزادات، وموقع للمناقصات على منتجات، وهذا كان أول تماس مباشر لي مع التجارة الالكترونية.
موقع المزادات وقتها كان جزء من شبكة مكتوب، وتقريباً ادمنت عليه، مع اني ما ربحت المزاد ولا مرة.
هذا الموقع تطور لاحقاً وأصبح يعرف بـا”سوق. كوم” يلي صار اليوم أمازون السعودية ومصر.
أما كاش يو، فأيضاً كانت تابعة لمكتوب، واستقلت بعد ما مكتوب نفسها صارت جزء من ياهو، واليوم هي شركة دفع الكتروني بتقييمات دون المتوسطة (تعاقدت معها مرتين كبزنس وما كانت تجارب موفقة).
أما ياهو نفسها فبعد ما بلعت كل هالشركات هي نفسها فاجت شركة فيرايزون وبلعتها وصارت مجرد بوابة اخبارية بتستفيد منها شركة موبايلات محلية.
وااو
انهزمنا
في سوريا قليل نستعمل مصطلح “هربنا” كدليل على الفرار، منستعمل مصطلح “انهزمنا”.
المغادرة تعني الهزيمة، وصارلنا ٥٢ سنة عم ننهزم..
فيروز المستقبل
في شي مؤكد، أنه في عام 4022 راح يكون في ناس عم تسمع فيروز بنفس الزخم يلي عم تنسمع فيه اليوم.
كل شخص عنده تجربة مع فيروز وصوتها، ومرتبط عنده بأفكار وذكريات معينة، من الرواق للفرح للحزن للألم، وهذا الشي ما راح يختفي أبداً.
فيروز نوعاً ما ضمنت الحياة الأبدية
بوستات الانجازات بنزلها عالسوشل ميديا جوا راسي فقط وبحتفل فيها وبتفاعل معها وباخد منها الدوبامين والتيستوسترون متل العادة بس بدون ما أصرع طيز العالم
مولتو
في عام 2000 سرقت من جيب بنطلون أبي وهو نايم مبلغ وقدره 50 ليرة سورية (تعادل دولار واحد)
وبعدها ناديت من عالبلكون لـ “سعد” الشب يلي كان يشتغل مع أبي بالمطعم ، وطلبت منه يشتري لي علبة بسكويتة مولتو (سعرها ١٠ ليرات) ويحتفظ بالباقي بخشيش.
في يومها تعلمت ٣ دروس حياتية مهمة:
أول درس كان إن الخمسين ليرة مبلغ كبير من المال.
تاني درس كان إن السرقة حرام.
تالت درس كان إن المرحوم كان يشتري قشاطات (أحزمة) جلد أصلية وفعالة جدًا.
في كتير قصص اطفال صارت معنا وما اخدت حقها كفاية
سطل مي سخنة بينكب على راسي كل ما يطلعلي فيديو عشوائي لـ “جولة في أحياء حلب” خاصة يلي بعرفها.
ما عرفت أوصف هذا الشعور حتى الآن، بس يترافق مع احساس بارتفاع درجة حرارة القلب
أنا شخص غير مهم
أجيت على هالعالم بالغلط
وعلقت
وما عاد أعرف وين بدي روح بحالي