المحور الجديد، وجبهة “اللايك والشير”

فكرة كانت تتداول قبل كم سنة بأسلوب تصغيري وتسخيفي، وهي فكرة “النضال الفيسبوكي من وراء الشاشات” و”حرب اللايك والشير”، تحولت هذه الفكرة اليوم فعلاً لشيء حقيقي ومؤثر كبير في المعركة، خاصة بعد تحول أغلب شبكات التواصل الاجتماعي من منصات شخصية نواتها “تحديثات حالة” وأخبار شخصية وتواصل مع الأصدقاء، إلى “منصات” أصحابها “صانعوا محتوى” جعلت من كل مستخدم منصة إعلامية قائمة بذاتها وعنده متابعين وجمهور حقيقي وتأثير في الرأي العام.

من 7 أكتوبر حتى هذه اللحظات، ما لايقل عن ٢٠٠ مليون منصة كانت ومازالت تعمل ليل نهار على فضح جرائم الاحتلال وكشف أكاذيبه، وإضعاف روايته الضعيفة أصلًا حتى في أوساط مؤيديه. هذا جيش حقيقي بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، وبسببه خسرت اسرائيل شريحة كبيرة من الرأي العام، ومن مؤيديها في العالم الغربي الذين تربوا على سردية الاحتلال الكاذبة.

الملايين من جميع أنحاء العالم تعرفوا على القضية الفلسطينية من خلال شبكات التواصل، والمؤثرين الجدد، ولهول هذا التاثير طلب الصهاينة من فيسبوك والمنصات الأخرى أن تقوم بتقييد وصول المحتوى، حتى أن فيسبوك أسست “غرف عمليات” لمتابعة المحتوى الفلسطيني والداعم للقضية الفلسطينية وتقييد وصوله، عدا عن الملايين التي تصرف على الذباب الالكتروني، ومليارات الدولارات التي تم استثمارها للتأثير في الفكر العربي من خلال هوليوود ونتفليكس، والتي من الواضح أنها استثمارات فاشلة.

بينما في المقابل لدى فلسطين جيش الكتروني غير رسمي وغير نظامي تعداده ٢٠٠ مليون شخص في العالم العربي وحده، من كافة الفئات العمرية والتخصصات والمستويات، يحولون الصفحات الرئيسية  لو كل شخص منهم تمكن من التأثير على خمسة أشخاص من العالم الغربي، فهذا يجعل كل يوم تبقى فيه اسرائيل متصدرة الأخبار بجرائمها هو خسارة جديدة لها وخطوة إضافية نحو النهاية.

التخبط في الرواية الاسرائيلية وضعف استمرارية الأكاذيب كان فاضح بشكل مضحك يعكس ضعف حقيقي وخسارة وهزيمة إعلامية كبرى، لم يكونوا يظنون أنهم سيكونوا بحاجة إلى تبرير جريمة حرب مثل قصف المستشفى المعمداني، بل حتى أنهم احتفلوا بها في الساعة الأولى، قبل أن يعودوا لإنكارها نتيجة الضغط العالمي غير المسبوق، وحتى بعد محاولات يائسة لفبركة أدلة، لم يتمكنوا من نفي الجريمة عن أنفسهم، ولم يبقى لديهم سوى الاستمرار في الكذب رغم معرفتهم بأن كل العالم يعلم أنهم يكذبون، ليخسروا بذلك ما تبقى من مصداقية لدى من كان يؤيدهم من الغرب.

ورغم كل ضغوطهم على الشركات المشغلة لشبكات التواصل، إلا أن التفاعل مع أكاذيبهم مازال أقل حتى من الردود التي تفضحهم على منشوراتهم نفسها.

وظن الصهاينة أن GenZ لا يعلم شيئًا عن القضية، وأن همه هو فقط لعب فورتنايت، والرقص على تيك توك، وشرب ستاربكس. لكن غبائهم حول هالجيل إلى قنابل موقوتة جاهزة للانفجار في أي وقت، فهم كما أسلفت أصبحوا “منصات إعلامية” متنقلة، ومع كل يوم تبقى اسرائيل متصدرة العناوين ستخسر المزيد من رأي عام كانت قد بنته على أكاذيب وتضليل لسنوات وعقود. 

وحتى لو توقفت المعركة اليوم، لن يتوقف تداول ونشر الاخبار أبداً (حتى لو انخفض بعد فترة) وفي كل مرة ستفكر اسرائيل بشن حرب جديدة سيكون الوضع أصعب عليها. لقد خسروا الحرب الاعلامية بأسلحتهم التي طوروها بأنفسهم، وكل ملياراتهم التي استثمروها لبناء ماكينات إعلامية ضاعت هباءً منثورًا، ولم يتمكنوا من تغطية الشمس بغربال.

جزء كبير من الناس في الغرب ممن رضعوا الرواية الاسرائيلية الكاذبة مع حليب أمهاتهم بدؤوا يعوا حقيقة ما يجري، والمظاهرات الكبرى في لندن وباريس وبرلين رغم كل التضييق هي شاهد على ذلك، بل حتى أن مظاهرات “يهود ضد الاحتلال” كانت ضخمة بشكل مدهش.

بقي لدى الصهاينة التفوق العسكري الذي اتضح أيضاً أنه بعيد عن الذكاء والتطور، فصواريخ اسرائيل لا تختلف عن براميل الأسد من حيث القدرة التدميرية، وبالكاد تختلف عنها في الشكل والتصميم.

على سيرة النظام السوري، أليست هذه معركة “محور المقاومة” المنتظرة والتي يتم التحضير لها منذ عقود؟ أين هم؟

محور المقاومة الحقيقي اليوم موجود في قطاع غزة، وهو كل طفل وامرأة ورجل وشيخ، ومحور المقاومة الرديف نواته ٢٠٠ مليون منصة اعلامية قادرة على تغيير العالم حرفيًا.

أغلب أبناء هذا المحور هو ممن لفظوا الحزبية والتعصب، وهم فعلاً تناصر الحق فقط لكونه حقًا، بغض النظر عن أيديولوجية من وراءه، فمثلاً اغلب من ينشر عن غزة اليوم لا يؤيد ايديولوجيا حماس، وخلفيتها الإخوانية، وجناحها السياسي الذي عاد لحضن الأسد، الأخير الذي بدوره شتمها مؤخراً! 

المحور الجديد يجيد التفريق فعل المقاومة وبين السياسة، ويعرف أيضاً انه من يقتل الناس في حلب وادلب لا يمكن أن يحرر فلسطين، ويجيد معرفة المتضامن الكاذب من الحقيقي، ويجيد الضغط على المشاهير لاستخراج مواقف منهم تغير الواقع.

هذه الحرب لم تكن على مليونين غزاوي فقط، بل على ٤٠٠ مليون شخص على الأقل أصبحوا اليوم قادرين على التغيير انطلاقًا من عالم افتراضي، هو نفسه العالم الافتراضي الذي يستخدمونه للحشد لمظاهرات على أرض الواقع تضغط على حكومات ورؤساء وملوك.

السيارة الذكية وشهادة السواقة

لازم تكنولوجيا السيارات توصل لمكان أنها تتواصل مع اللوحات الموجودة بالشوارع وتتخذ اجراءات بناء عليها بتدخل بشري أقل.

يعني لو حد السرعة في شارع فلان هو ٢٠ تشوف السيارة اللوحة وتلتزم فيه تلقائيا، وبنفس الطريقة لو اتجاه ممنوع ما تدخل فيه من الأساس. ممكن بهالحالة ما يعود في داعي لشهادات القيادة كلها على بعضها، وممكن حوادث السير تنخفض بشكل كبير.

ممكن يصير في كبسة زر لاختيار سرعة معينة والسيارة تمشي على أساسها، وما يعود في داعي للدعاسات ولا المكابح، برأيي هيك أشياء أهم وأسهل حتى من أنه تصير السيارات ذاتية القيادة بالشكل المروج له حاليًا.

بودكاست مجلد جديد – الحلقة الثانية – نادر شاكر

حوار شيق مع الكاتب وناقد الأفلام نادر شاكر عن السينما والأفلام في 2023 – كتجربة وصناعة ومحتوى، ويتضمن:

– التطور التقني وتأثيره على صناعة السينما والأفلام

– الأوسكار والجوائز 

– لماذا نتابع الأفلام؟

– هل نجاح الفيلم في شباك التذاكر يعني بالضرورة جودته؟

– تجديد الأفلام القديمة أم تبشيعها

– السياسة والصوابية السياسية وتأثيرها على المحتوى 

– نهاية ديزني ومارفل؟

– ترشيحات من أفضل أفلام 2023 حتى الآن

صديقي أحمد

كان أحمد معي بنفس الصف من الثاني وحتى الخامس أو السادس، ويمكن أهله وقتها خلوه يترك المدرسة، كان طويل كتير، ومشان هيك على طول يقعدوه بالمقعد الاخير او قبل الاخير.

كان يشتغل بمحل  بتصليح الكمبيوتر والشاشات، ما كان بيعرف يصلح بإيده، بس قرايبه صاحب المحل كان أحسن شخص بيصلح على مستوى المنطقة وبراهن أنه على مستوى حلب، لأنه كان في محلات من السريان والعزيزية والجميلية والشيخ مقصود يجيبو أجهزة لعندو مشان يصلحها ويرجعو يحطو عليها كومسيون.

فلذلك كنت حب على طول روح افتح مع العم أحاديث ونقاشات تقنية كنت يائس انو افتحها مع حدا، بس كان ما يجي عالمحل للساعة ٤العصر.

فكنت روح لاقي احمد فاتح المحل وقاعد عم يتسمع على mp3 وبعدين تطور وصار عنده mp4 بشاشة مربعة صغيرة وبتعرض ٤ الوان بس، نفس تلفزيون بيت عمتي وردة القديم، وهي كانت آخر مرة بشوف فيها أحمد بحياتي كلها.

بعد فترة أحمد ترك الشغل مع عمه، يمكن اشتغل مع أبوه بالفرن لفترة، وبعدين.. وقع المحظور.

أحمد ما كان بده يروح عالعسكرية، خاصة بعد ٢٠١١ لما بلشت تتعقد الأمور، وتطلع الأخبار عن انو مابقا في تسريح، ولما بلشت مظاهر”الحرب” تظهر أكتر.

كان يترجى أبوه انه ما بده يروح عالعسكرية وكان يبكي ويجيب أعمامه واسطات.

ما كان بده اكتر من انه يضل يشتغل بالفرن، أو بلكي يرجع على محل التلفزيونات، أو يعمل أي شي تاني بالحياة، أو ممكن حتى يرجع يكمل دراسة، بس أبوه كان مُصر أنه يبعته مشان “يخدم الوطن”.

فرزوه ع الرقة، وكانت وقتها ذروة صعود داعش، يلي أسروه، وبعدين طلعوه “مرتد” و “شبيح” وفي النهاية قتلوه. الخبر يلي اجا انه كان مع كتيبة كاملة، وما ضل منهم ولا مخبر.

لحد الآن ما حدا بيعرف شو الطريقة يلي قتلوه فيها، ولا وين جثته، ولا شو كان شعوره بالدقائق الأخيرة، وبشو كان عم يفكر..

مستحيل اتخيل هالصبي يفكر بأي شيء غير الطيبة واللطف، ما كنت بعرفه غير مبتسم، وبيحب المزح والتنكيت، ولا مرة شفته عابس حتى لما يكون لحاله بالمحل.

هل يا ترى كانت هي أول مرة بيموت فيها أحمد؟ 

هل الدواعش هنن أول مين قتله؟

الله يرحمك يا صديقي